close

طويل الأنف::: قصة قصيرة

‎خرج من البقالة وهو مطأطأ الرأس، مكسور العزيمة ،فاقدٌ للأمل يجر ذيل الاستسلام للعقاب.
‎فكر في حل لنيل عقاب أخف
‎فقال…اذا أخبرت أبي الحقيقة لن يصدقني
‎وسأعاقب على الكذب وعلى تضيعي للورقة النقدية
‎إذا سأخبره أنني أُعجبت بأكلة كانت معروضة على زجاج أحد المطاعم وبدون وعي مني دخلت الى المطعم فطلبتها…هو يعلم انني أحب الأكل كثيرا وسيكون العقاب خفيفا
‎كان الأب في إنتظاره …وعند دخول الابن ..تفاجأ بعيونه بارزة نحوه
‎والسؤال المنتظر طُرح بخشونة وكان كل حرف يخرج من بين شفتاي الأب بمثابة رصاصة تخترق نفسيته المستنزفة
‎….وقد كان تركيزه على حفظ الكذبة جيدا وإلقائها بطريقة توحي أنها الحقيقة ،جعله يسرع في الجواب … وهو مغمض العينين
‎لكن الأب فاجأه بالكلمة المعتادة …يا طويل الانف يا كذاب…
‎لا إنها الحقيقة يا أبي… أرجوك صدقني
‎كيف لي أن أصدقك وأنت لم تأخد المال معك تركته على سريرك…
‎لا افهم لماذا تكذب ؟رغم أن الأمر كان بسيطا ..قول الحقيقة كان سهلا …
‎هنا انفجر أحمد بالبكاء وهو يقول
‎خلت أنني أضعت الورقة النقدية أثناء الطريق …لقد خفت أن أقول الحقيقة ولن تصدقني وكذبت لتجنب عقاب شديد ..
‎جلس الأب وهو يفكر تفكير عميقا…قال لنفسه ..يا للهول…كان الخوف من البداية هو ما يدفعه الى الكذب…وهكذا يطور الطفل ألية دفاع تتمثل في الكذب والخداع ، لحماية نفسه ومصالحه…. الخوف هو معلم الكذب ….وإذا أردت طفلا لا يكذب عليك أن لا تكون مصدر خوف بالنسبة له ….عليا أن أصلح هذا …أنا من عليه ان يُعَاقَب

الصفحة السابقة 1 2

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *