close

قصة جماعات الدراويش في مجلس العزاء

كانَ زملاءُ طلعت في العمل مريدين لأحد شيوخ تلك الطُرُق، لم يكُن من تكية “أبي خُمرة” كصاحبنا هذا، ولكن من تكيةٍ أخرى مشابهةٍ لها في الأحوال الشيطانية، وكانوا يكثرون من التحدُّث له عن كرامات شيخهم التي تُدهشهم في كل يوم، وكان على خلاف دائم معهم، ويحاول إقناعَهم بزيف تلك الطرق وانحرافها عن الجادة، وأنَّ هذه الخوارق ليست بكراماتٍ، بل هي أحوال شيطانية يُستدرج بها السذَّج من الناس، ولكن دون جدوى.

ذات يومٍ وصل الجدال بينهم إلى فكرةٍ تحدَّى بها شيخهم، وهي أن يجتمعوا في أحد طقوسهم، ويقوم الأخُ طلعت بطعن الشيخ بيده، فإن لم يلحق به أذىً فهو صادق، وسوف يسلِّمُ لهم بصحَّة طريقتهم، ويعتذر لهم.

قبِل شيخُهم التحدي، وذهب أخونا مع مجموعة من شباب المسجد الطيبين بمركبة متوسطة، باص نقل مرسيدس “١٨ راكب” ليأمنوا له الحماية اللازمة عند الحاجة.

كان المكان في إحدى ضواحي بغداد التي تقطنها إحدى العشائر المعروفة.
وصل الأسودُ إلى الموقع الذي سبقهم إليه الفريق الآخر الذي يرأسُه الشيخ.

وبرز أخونا طلعت أمام الجماهير وسط حشودٍ كبيرةٍ من الناس، ورفع صوته بكلامٍ وجَّهه إلى شيخ العشيرة الذي كان يجلسُ في الصف الأول من الجمهور، قائلا: شيخَنا الموقَّر؛ نحنُ الآن في حالة تحدٍّ مع هذا الشيخ، وقد وافق على أن أقوم بضربه بالحربة في بطنه أمام الناس، وأنا أطلب منكم الأمانَ في حال لحِق به ضررٌ.

قال شيخُ العشيرة لشيخ الطريقة: هل توافق على ما ذكره الأخ؟
قال: نعم، على أن لا يقوم بضربي إلا بعدَ إعطائي الإشارة.
وقف شيخُ الطريقة في طرَف، ووقف أخونا طلعت في جهةٍ مقابلةٍ، يبعد عنه أمتارًا قليلة، ويمسك بيده حربةً من الحِراب العسكرية الحادَّة.

بدأ فريق التشويش المرافق للشيخ بضرب الدفوف والنشيد بوتيرة سريعة وصاخبة، حتى إذا حَميَ الوطيسُ وبلغَ الضجيجُ منتهاه، قام الشيخُ بفتح ذراعيه وتفريج رجليه، وأومأ لأخينا برأسه أن تقدَّم.

وثبَ إليه أخونا على الفور قائلا بصوتٍ مرتفع: بسم الله، وأهوى إليه بضربةٍ عرضية سطحيةٍ جهة بطنه، وكان بطينا، فشقَّه من الجنب إلى الجنب، واندلقت أمعاؤه بين يديه، وخرَّ على قفاه مغشيًّا عليه.

ركِبَ الإخوةُ مركبتهم على عجلٍ وغادروا المكان، وحُملَ الشيخُ إلى أقرب مشفى.
بعد أيام .. يلقى طلعت زملاءَه في مكان العمل، فيسألهم: لماذا انبعجَ بطنُ شيخكم؟
أين الكراماتُ التي تتحدثون عنها؟!

أجابوه: لقد سألنا الشيخَ بعدما أفاق من غيبوبته هذا السؤال، فأجاب: .. لتكملة القصة اضغط على الرقم 5 في السطر التالي  👇

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *