قصة جماعات الدراويش في مجلس العزاء
أمسك الشيخُ بعُكازَةٍ، كانت في يده طوالَ الوقت ولم يكن يتَّكئُ عليها، وأحكمَ قبضته عليها بيديه الاثنتين كما لو كان يقبضُ على بندقية، ورفعها إلى الأعلى مُصوِّبا بها نحو السماء، مقرِّبا طرفها الأدنى من وجههه، مغمضًا إحدى عينيه الصغيرتين الكحيلتين المظللتين بحاجبين غليظين، (وكأنه يُطبِّق الفرضَةَ مع الشُعَيرة)!
أطلق من عصاهُ عدَّةَ إطلاقات في اتجاهات مختلفة نحو السماء، لم يكن هناك صوتٌ ولا رصاصٌ بطبيعة الحال، لكن هيئتُه وحرَكتُه توحي للناظر بذلك.
توجَّه بعدها مُسرعًا نحو الأسياخ وانتضى منها واحدًا أمسكه بيمينه، وتناول أحدَ مُريديه بشماله، فقام المريدُ قُبالةَ وجهه منقادًا واثقًا بكرامات شيخه التي لم تخذله من قبل.
أوعزَ الشيخُ إلى منشديه بحركةٍ خفيةٍ فهموا بها مرادَه، فرفعوا على الفور من وتيرة الصخَب التي اختلطت فيها أصواتُهم بأصوات قرعِ الدفوف، مع صرخاتٍ هيستيريةٍ من هنا وهناك لا تَعرفُ سبَبها، في حالةٍ لا يُمكنُ وصفُها إلا بالتشويش المتعمّد!
غرزَ الشيخُ طرفَ السيخ المدبَّب في جنب المريد وضغط بكلِّ قوَّةٍ لينفذَ من ظهره، حاول المريدُ التماسُك لكنَّه لم يستطِع، فصرخَ بأعلى صوته من الألم، وصار الدمُ يثعُبُ من خاصرته بغزارةٍ وكأنَّه يتدفَّق من صنبور.
أصابَ الشيخَ وجماعتَه حالةٌ من الهلَع والإرباك الشديد، وقام الشيخُ على الفور .. لتكملة القصة اضغط على الرقم 3 في السطر التالي 👇