close

قصة العابد برصيصا والشيطان

هناك رجل عابد ذُكِر اسمه بُرصيصا في بني إسرائيل في الزمن القديم، يقال بأنه عبدَ الله عبادةً لم يعبدها أحدًا لله تعالى مثله في ذلك الوقت لمدة سبعين سنة،

وفي ذات يوم تجمعت عليه الشياطين ولم تستطع إغواءه حتى قيل أن إبليس بنفسه كان يحاول إغواءه ولكن لم يقدر عليه

في القرية كان هناك ثلاثة إخوة وعندهم أخت واحدة، فأرادوا أن يخرجوا للجهاد وأن يغزو في سبيل الله وقيل أن هؤلاء الفتية كان أبوهم الملك متوفي، وقبل أن يذهبوا للجهاد خافوا على أختهم وقالوا: من يراعاها ومن سيجلس عندها فليس لها أمّ ولا أب، لمن نتركها وأيّ رجل أمين يحفظها، فتشاوروا فيما بينهم وقالوا: لا أحد أكثر أماناً على أختنا من بُرصيصا العابد؛ لأنه أكثرهم دينًا وخلقًا وأعبدهم لله فلنجعل أختنا عنده أمانة.

فقال أحدهم: إن بُرصيصا لا يخرج من صومعته، فقال الآخر: سنبني لأختنا عند صومعته غرفة صغيرة تجلس فيها لكي يرعاها ذلك العابد ولا تخرج منها، فذهبوا إليه وطرحوا الأمر عليه، فرفض في البداية، فقالوا له: إننا نريد أن نذهب للقتال والجهاد ونريد أن نتقرب من الله، فنحن لا نريد منك إلا أن ترعى أختنا، فقال لهم برصيصا: كيف أرعاها وأنا لست بفارغ، قالوا: أختنا في البيت القريب من صومعتك ولا نريد منك إلا أنه عندما يحين وقت الطعام تذهب وتطرق الباب عليها وتعطيها الطعام حتى يقول الناس أنها لا تجلس لوحدها وأنها أمانة عندك وظلّوا يلحون عليه في الطلب حتى قبل؛ لأنه يحسبه أنه معروف ويحتسبه عند الله عز وجل ومن باب الخير والطاعة، فودع الفتيان الثلاثة أختهم ودخلت على غرفتها وأقفلت على نفسها الباب، وقام برصيصا بتوديعهم ثم ذهبوا في سبيل الله.

جرت الأيام وكل يوم يأتي بُرصيصا العابد يطرق الباب ولا يتحدث معها أبدًا ولا هي أيضًا، فكان يأتي ويطرق الباب ويضع الطعام ثم يسير إلى صومعته، وفي ذات يومٍ يضع الشيطان طُعمَه ويقول له: يا بُرصيصا أتعلم شيء عن الفتاة أهي ميتة أو حية أهي مريضة أو سليمة، فلربما أنها تحتاج لأمرٍ ولا تستطيع أن تكلم أحدًا، ألست أنت الأمين عليها، قال: نعم، قال له الشيطان ردّ عليها السلام حتى ترده عليك وتتأكد أنها بعافيتها وتطمئن عليها فقط.

إن بُرصيصا لم يقبل في البداية ولكن مع الأيام قَبِلَ أن يُسلم عليها فقط، فصار يأتي ويطرق الباب ويُسلّم على الفتاة وتُسلّم عليه ويعود إلى صومعته، فهذه أول خطوة غرسها الشيطان، فقال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان“.

ثم عاد الشيطان إليه بعد زمن وقال له: لربما الفتاة تستحي وربما أن يكون لها حاجة وإخوتها قد تأخروا عليها وهي محبوسة داخل البيت فاذهب واسألها هل تحتاجين إلى شيء، فما الضرر لو سألتَها فهي أمانة عندك، فأنت رجل عابد وتخاف الله ولا خوف على الفتاة منك، لأنه إذا لم تسألها عن حاجتها فكيف لها أن تقول لك ما الذي تحتاجه.

فبدأ بُرصيصا بخطوة أخرى من خطوات الشيطان وهي: أنه يطرق الباب عليها ويسألها عن حاجتها فإذا قالت نعم جلبها لها، وإن لم يكن لها نقول له لا أريد، فتسير الأمور إلى هنا على أكمل وجه هي في بيتها وهو في صومعته.

ومضى حال بُرصيصا على ما هو عليه حتى أصبحت الأمور تتطور بينهما فصار يكلم الفتاة ويسأل عن حالها وعن شؤونها من وراء حجاب، ويأتي الشيطان إليه ويقول له: ربما الفتاة استوحشت فاذهب وكلمها وحادثها فلربما أنها تريد أن تسمع حديثك وتسمع صوتك، فبُرصيصا بدأ يسترسل في الكلام معها، فما الذي حدث لذلك العابد القائم الذي لا يخرج من صومعته أبدًا ماذا حصل له، هل نسي نفسه أنه تقي وورع وأنه ترك الدنيا ويبحث وراء الآخرة.

ن أمر بُرصيصا لم يحدث في يوم وليلة بل أخذ معه أيامًا وأيام، ففي ذات يوم جاءه الشيطان وقال له: يا بُرصيصا أرأيت وأنت تكلم الفتاة من وراء حجاب، أتعلم أن الناس الذين يمرّون من هنا ويقولون: هذا هو العابد الزاهد الذي يضرب فيه المثل، يأتي اليوم وهو يكلم فتاة من وراء الباب، قال نعم: فماذا أصنع، يقول له الشيطان ادخل عندها وكلمها في داخل بيتها حتى لا يراك أحد؛ لكي تستر على نفسك، هل تريد أن تكلمها أمام الناس، فأنت رجل صالح وعبادتك لربك ستمنعك من وقوع المعصية فأنت تخاف الله وهي فتاة صالحه، فأنت واثق من نفسك فيجب عليك أن تكلمها في الداخل وليس أمام أحد.

إن بًرصيصا بدأ يضعف فطرق الباب وفتحته الفتاة ودخل عليها وصار … لتكملة القصة اضغط على الرقم 2 في السطر التالي 👇

1 2 3 4 5الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *