مضى على غيابه عن زوجته التى تركها حاملا ثلاثون عاما غابها مع الجيوش الإسلامية
لم تنسبه لى فقال الرجل إنه ربيعة بن فروخ المكنى بأبى عبد الرحمن لقد ولد بعد أن غادر أبوه المدينة مجاهدا فى
سبيل الله فتولت أمه تربيته وتنشئته ولقد سمعت الناس قبيل الصلاة يقولون إن أباه عاد عند ذلك تحدرت من عينى فروخ
دمعتان كبيرتان لم يعرف لهما الرجل سببا فمضى يسرع الخطى نحو بيته فلما رأته أم ربيعة والدموع تملأ عينيه قالت ما
بك يا أبا ربيعة فقال ما بى إلا الخير لقد رأيت ولدنا ربيعة فى مقام من العلم والشرف والمجد ما رأيته لأحد من قبل
فاغتنمت أم ربيعة الفرصة وقالت أيهما أحب إليك ثلاثون ألف دينار أم هذا الذى بلغه ولدك من العلم والشرف فقال بل والله
هذا أحب إلي وآثر عندى من مال الدنيا كله فقالت لقد أنفقت ما تركته عندى عليه فهل طابت
نفسك بما فعلت فقال نعم وجزيت عنى وعنه وعن المسلمين خير الجزاء. من كتاب صور من حياة التابعين للدكتور عبد الرحمن رافت