حكاية التاجر و إبنة القاضي
حكاية التاجر و إبنة القاضي
=======================
حكمة حول جمال المرأة
الجسد زائل لكن الأخلاق عظيمة
يحكى أنّ رجلا كان في مجلس قاض فدخل عليه توأمان من الشباب لم ير من هو أحسن منهما وجها و لا أكمل رجولة ولا أتم خلقا فقال الرجل في نفسه لا بدّ أنّ أباهما قد تزوج من امرأة روميّة فأنجبت له هذين التوأمين ثم دفع بيهما إلى شيخ من شيوخ العلم و الأدب حتى صارا كما أرى لكن فضوله زاد على الحدّ ممّا رأى من حسن أدبهما، و حكمة منطقهما ،و سداد رأيهما ممّا دفعه إلى سؤال القاضي عنهما قال له القاضي إن لهذين التوأمين أعجب قصّة ،تشوّق الرّجل و قال للقاضي ،بالله عليك قصّ علي حكايتهما.
قال القاضي: يروى أنّ شابا صالحا كان يعمل تاجرا، و يجوب الأرض من أجل بضاعته ،و في يوم من الأيام سمع صوت المؤذن ، فترك شؤونه ،و ذهب للصلاة ،ثم إجتمع المصلون في شكل حلقة أخذت تتسع حتى شملت كل قاعة المسجد، فقال في نفسه لا بدّ أنّ الإمام الذي قبع في الوسط سيقول شيئا مهمّا ،و إلاّ لما إجتمع كل هذا الحشد.
بدأ الشيخ حديثه بحمد الله و الثناء على نعمته، ثم قال: إعلموا أنّ أعظم النّعم التي أنعم الله بها على عباده هي الزواج ،وعلينا أن نختارها ليس لجمالها بل لأخلاقها حتى ولو كانت سوداء، إمتعض الفتى من هذا الكلام و خرج من المسجد بازدراء ،كان حلمه أن يتزوّج من امرأة جميلة تسرّ العين ،في نومه كان يراها شقراء درّية اللون يقطر الشهد من شفتيها ،وقال في نفسه أكون ناسكا والبس جبة صوف خشن ،و لا أتزوّج سوداء وليحتفظ الإمام بنصائحه لنفسه .
عاد إلى تجارته و أنساه السفر حكاية الإمام و فكرة الزواج نفسها ،بعد جاب أقطارا كثيرة حط رحاله في بلد بعيد أعجبه ناسها و جمال نسائهم و بدأ يتقرب من أعيانها لعله يعثر عند أحدهم على البنت التي يشتهيها قلبه ، لم يكن من الصعب عليه أن يكون صديق لأعيان القوم نتيجة لمن عرف عنه من أخلاق حميدة و أمانة وصدق ،جاءته الأخبار أن لقاض المدينة صبية ليش لملاحتها و ظرفها مثيل وأن والدها يحبها و يدللها حتى أنه أطلق عليها إسم سرّ أبيها ،و قد يئس شباب البلد من الزّواج منها لأنّها كانت تطرح عليهم لغزا و تطلب منهم حله و لم يقدر أحد على ذلك ،هذه الحكاية أثارت فضول الفتى، وقرر أن يذهب إلى القاضي و يطلب يد سر أبيها ،أطرق القاضي مفكرا ثم رفع رأسه متفحّصا ملامح التاجر، و بعد صمت طويل قال لا بد أنّك سمعت عن الألغاز التي تطرحها إبنتي الوحيدة لمن يتقدم للزواج منها ،هل تظن نفسك أهلا لها ، وقال الفتى بأدب، و لكن بلهجة تحدّي نعم . ثم نادى إبنته إلى مجلسه ،أقبلت الصّبية وقد لبست ثوبا طويلا غطى جسدها و يديها ،ووضعت على رأسها خمارا .لم يكن يظهر منها شيئ ،قال الفتى في نفسه ربّما فعلت ذلك حشمة و حياء فزادت رغبته فيها .
لتكملة القصة اضغط على متابعة القراءة في الصفحة2 التالي 👇