عاقبتني أمي منذ سنوات لأنها اِعتقدت أنني من بدأتُ الشجار مع أختي وض.ربتها دون سبب
لم يسألْني أحدٌ عمّا شعرته خلال تلك السنوات، ولكن قِيل لي:” لم تستطِعي إنجاح زواجك لأكثر من ثلاث سنوات، فشلتِ في إسعاد زوجكِ ودفعه على التمسك بكِ، ألم تستطِعي الصمود أكثر؟ألم تُجدِي أيّ حلول؟” لم يتوانَ زوجي السابق عن سرد عيوبي أمام الملأ، الطعام المحروق في بداية زواجنا، نسياني المتكرر دون سبب، رفضي الجلوس مع عائلته أوقاتًا طويلة.. تأخري بسبب فشلي في عقد رباط حذائي والبحث عن دبابيس حجابي التي أنسى أين وضعتها كل مرة.
لم يفهم ابدًا أنني ما نسيت شيئًا إلا بدافع خوفي المُبالغ من الأشياء وأنه ما كلّف نفسه عناء سؤالي عن السبب، لم يُقدر وقوفي لأكثر من ثلاث ساعات لأجل طهي طعامه المفضل، لم يرَ الطاولة المُنظمة والشموع المرصوصة بعناية، فقط رأى الطعام المحروق ولم يرَ الجزء الآخر منه، لم يفهم أنني لم أتوافق ابدًا مع عائلته رغم محاولاتي اللامعدودة في التقرب منهم، لم تُحبني أمّه ولم تُبدِ أيّ قبول بوجودي معهم..ولم يُعطني هو أيّ فرصة للشكوى، لم يسألني عن ألواني المفضلة، طعامي المُفضل، الأماكن التي أود زيارتها، ما أحب وما أكره..كان يرى أن كل شيء يجب أن يدور حول مركز الحياة “نفسه”..هو ولا أحد بعده.
لذا حين فاض بي الأمر قررت الانفصال.
رغم أنَّ عيوبه طغت على أيّ ميزة قد رأيتها به يومًا، لكن كل ما استطعت قوله:” العيش معه مُحال، لقد انتهى كل شيء بيننا”.
حينها ظنّ أنه بلا عيوب وأنني المخطئة الوحيدة، ولأول مرة بحياتي..لم أكترث.
أتمنى أن يتغير العالم يومًا ما، أن تُكتب قصة جديدة يُلقى بها الضوء على الطرف الآخر..الطرف الملازم للصمت، أن تُمنح فرصة للحديث قبل الحكم، ويشعر – من مثلي- بأن له الحق في الحديث لأن أحدهم يكترث لأجله، لأن في الرواية الوحيدة لهذا العالم يربح بها الطرف الذي يجيد الكذب والبكاء.
حين ساءت حالتي طلبت مني أمي الذهاب إلى عمل لأختلط بالمزيد من البشر لربما تحسّنت قليلًا.
لتكملة القصة اضغط على متابعة القراءة في الصفحة 3 التالي👇