قصة يروى أن بدوياً تزوج إمرأة من قبيلته ذات حُسْنٍ
قالت الزوجة:- وأنا لن أمانع ولكن بشرط واحد غريب أن تحل هذا اللغز حتي لايفسد اللحم نضع الملح عليه فماذا نفعل إذا فسد الملح
فكر الشيخ قليلاً ثم قال لها
أمهليني حتى الغد لآتيكِ بحل اللغز
فقالت الزوجة :-وأنا سأنتظرك وفي الصباح جمع شيخ القبيلة الرجال وحكماء القرية وعرض عليهم اللغز فلم يتلق إجابة واحدة مقنعة.
ولكن كان أحدهم والمعروف عنه الحكمة صامتاً وما إن إنفض المجلس ورحل الرجال حتى قال للشيخ
من قال لك هذا اللغز ؟
إرتبك الشيخ قليلاً ثم قال له:-هل تعرف الإجابة :
إبتسم الرجل الحكيم وقال:-قائل هذا اللغز شخص إحتمى بك ولكنك خذلته وهو ذو علم ودين وأخلاق وحكمة فهو لا يريد أن يرد طلبك بغلظة فتنقلب عليه وتسئ معاملته بما لك من سطوة وقوة ولن يستطيع أن يجيب طلبك لأن أخلاقه تمنعه من ذلك
فهو لا يريدك أن تكون عدوه ولكنه يريد مخاطبة ضميرك ومكانتك أظنها إمرأة راودتها أنت عن نفسها وهي تريد أن تصون عرضها وعرض زوجها ولكنها تخشي من بطْشك
فهي تقصد أن الرجل من القبيلة إذا فسد أصلحه شيخ القبيلة ولكن من يُصلح شيخ القبيلة إذا فسد فأصل اللغز بيت من الشعر قاله أبو سفيان الثوري
يارجال العلم يا ملح البلد
من يصلح الملح إذا الملح فَسَدْ
فَبُهِتَ الشيخ من كلام الرجل الحكيم وأقسم على حماية المرأة وزوجها وعدم الإقتراب منها وإستفاق من غفلته وظل يستغفر الله حتي إبْتَلَّتْ لحيته بدموعه
واليوم ياصديقي نجد الملح الفاسد في كل مكان ومجال المسئول عن الإعلام يشاهد بأم عينيهاضغط هنا
الشتائم والإتهامات تُلقي ليلاً نهاراً وتصيب الجميع ولا يحرك المسئول عن الرياضة ساكناً ويشاهد التجاوزات والإنحرافات والكوارث تحدث وبتعمد صارخ ولايفعل شيئاً.
في الفن والاقتصاد والسياسة وكل مجالات الحياة في هذا الوطن الحبيب نشهد الكثير من التجاوزات ولا يفعل أحد شيئاً