ليست مجرد قصة ! فأما اليتيم فلا تقهر
فأخذت كيس ملابسى وكيس المدرسة وأنا منكســر الخاطر والفؤاد ونزلت إلى الشارع فى السادسة صباحاً لا أعرف أين أذهــــب ولا لمن ألجأ ؟ وأسأل نفسى ماذا أفعل يارب ؟!!
ماذا فعلت فى دنياى كى يحدث ذلك لى ؟! لا أب ولا أم ،وسرت فى شوارع المدينة الخالية فى الصباح الباكر أرتجف من البرد وأفـّكر ماذا يستطيع أن يفعل صبـى مثلى عمره 15سنة بلا أب ولا أم ولا أقارب ولا مأوى ولا مورد رزق؟! وسالت دموعى رغماً عنى
وفجأة استوقفنى بواب عمارة عجوز وسألنى مالك يا بنى ،فقلت له: هل أستطيع أن أترك عندك هذا الكيس حتى أذهب للمدرسة وأعود يا عم أيوب ،ورحّب الرجل بإرتياح وسألنى مرة أخرى عما يبكينى فرويت له بإختصار قصتى، واستمع لها متأثراً
،ثم دعانى للإفطار معه وأعطانى عشـرة قروش للمواصلات وذهبت إلى مدرستى وأمضيت فيها النهار حزيناً مكســور الخاطر وعدت إلى عم أيوب الطيب فوجد قد علّق ملابسى على مسمار فى غرفته الصغيرة، وبادرنى بأنه قرّر أن أقيم معه إلى أن يقضى الله أمراً كان مفـعولاً ،وطالبنى بالإجتهاد فى الدراسة لكى أتخرج وأعمل .
تصور يا صديقى ،هكذا وجدت المأوى بعد أن تخيلت منذ ساعات أن أرض الله الواسعة قد ضاقت بى ، وعشت مع هذا الرجل العطوف
ودارت الأيام دورتها وكنت أساعده فى عمله مثل مسح سلم العمارة وقضاء طلبات السكان ،وكان الله يرزقنى قروش قليلة من عملى هذا ،وكنت أرتدى الزى الموّحد للمدرسة طوال اليوم نهاراًَ وليلاً ،
ووفقنى الله وانتقلت للسنة الثانية ،وفى أجازة الصيف كنت أعمـــــل فى أى عمل (حلال) كى أوّفر مصاريف الدراسة! وعندما بدأ العام الدراسى الجديد ،تفتق ذهنى عن وسيلة جديدة لكسب الـرزق ،فإدخرت بضع جنيهات.
وبدأت أنهض مبكراً كل صباح ثم أذهب إلى الفرن لأشترى ثلاثون رغيفاً من الخبز الأفرنجى وبعض الجبن والطعمية ، ثم أصنع الســـدوتشات وأضعها فى حقيبة كتبى وأذهب للمدرسة فأبيعها لزملائى الطلبة فى الفسحة
واكسب فى كل ساندوتش قرشاً أو قرشين واستمرالحال معى هكذا إلى أن شعر فراشين المدرسة بعملى وهو بالطبع لا يرضيهم أن يشاركهم أحد فى رزقـهم ، فأعدوا لى (كميناً) نعم يا صديقى لقد تعمدوا إذلالى وإهانتى أمام زملائى عندما ( تابع قصة: يتامى الحياة )
كنت أقف ذات يوم فى فناء المدرسة أبيع الساندوتشات لزملائى متســتراً لأن ذلك ضد اللوائح لتعارضه مع وجود مقصف يبيع الطعام للطلبة ، فلم أشعر إلا
لتكملة القصة اضغط على متابعة القراءة 👇