توبة رجل اهتدى بسبب ابنته التي لم تتجاوز العاشرة من عمرها بعد
لقد أخذ الله وداعته، إنا لله وإنا إليه راجعون”، لم أدري حينها ما أنا فاعل؟!، أيعقل أن تموت هذه الملاك الطاهر ويعيش شخص مثلي؟!
لم تعطني فرصة لأكفر عن كل ما فعلته بها، لقد أعطتني طريق الهداية وطريق الرجوع لله بأربعة كلمات ومن بعدها تتركني لترحل، أم هداها الله سبحانه وتعالى لتكون سببا في هدايتي قبل رحيلها، أم لم تحب المكوث مع والد مثلي فطلبت من الله أن يرفعها إليه لتستريح.
شيعت جنازتها ودفنتها بيداي، جاءني الأهل والأحباب لتعزيتي في فقدانها، ويا لحال زوجتي الذي يرثى له، ضممتها في حضني وقلت لها: “أشهد الله أنني اليوم لم أشيع جثمان ابنتي الوحيدة وإنما شيعت جثمان الملاك النوراني الوحيد الذي به اهتديت لطريق لله سبحانه وتعالى وطريق صراطه المستقيم، وإني حقا ومن كل قلبي نادم على كل العمر الذي أفنيته بعيدا عن ابنتي وعنكِ، نادم على طريق المعاصي الذي سلكته وابتعدت كليا عن ابنتي عن الطريق الذي ارتضاه من أجلي رب العباد، وعندما استفقت كان الأوان قد فات، ولكني كل أمل في ربي أن يجمعني بها في الفردوس الأعلى”.
توفيت ابنته، فبعدما أخبرته بهذه الكلمات ذهبت لتكمل نومها ولكنها لم تستفق منه، وعندما ذهبت والدتها لتوقظها من نومها حيث أنها استغرقت فيه طويلا وجدت أن الله سبحانه وتعالى قد أخذ وداعته، ولم تدري ماذا تفعل غير أنها أخذتها في حضنها وبدأت الدموع تسقط من عينيها حتى رجع والدها من العمل