#المعيوبة (قصة قصيرة).
الذين بدورهم اعتبرتهم اخوتها. ولم تشعر مطلقا انها غريبة مابينهم. وكلما ذكر امام صفية عن اصلها لا تلقي اي اهتمام للموضوع. بل تؤكد ان عائلتها الحقيقية هي من تعيش معها حاليا رغم فقرها عكس معيشة والديها.
كبرت صفية واصبحت مسؤولة مابين ليلة وضحاها عن ثلاث اطفال فجأة. بعد ان توفيت التي ربتها إثر صراع طويل مع مرض العضال . لكن صفية لم تستاء لوضعها الحالي. ورغم اعاقتها الطفيفة في قدمها التي سببت لها العرج. كانت على قدم وساق تعمل في بستان صغير. ورثته من اجداد مربيتها المتوفية.. وبذكائها وقوة عزيمتها وارادتها جعلت من ذاك البستان القاحل. جنة مصغرة فوق الارض. بمساعدة اخواتها الثلاثة الغير اشقاء. فأصبح ينتج لهم مجموعة نادرة من الثمور. تبيعها في الاسواق بمال وفير. لتتغير بعد ذلك مع مرور الوقت احوالها المادية للاحسن.
وفي احد الايام وهي تجول مابين الاشجار تتفقد وضع المنتوج في بستانها. اذ بها تلاحظ امرأة متعبة مستلقية هناك مابين الشجيرات.. فأسرعت نحوها لتعدل من جلستها. وعندما سألتها مالذي اتى بها في هذا المكان بمفردها.!؟ وسبب وضعها المزري بهذا الشكل..؟ لم تتلقى من تلك المرأة سوى البكاء حتى النواح وهي تطلب من صفية السماح.
حينها لم تفهم صفية مايصدر من كلام مبهم لتلك المراة الغريبة عنها.. حتى اسقتها من قرورة الماء التي كانت تحملها معها. وناولتها بعض الثمار. حتى تسترجع المرأة بعض من جأشها.. وعندما هدأت قليلا. توضح لصفية بعد ذلك كل الامر.
المراة الغريبة تلك ليست متسولة. ولا عابرة سبيل. إنما ببساطة هي امها. اخبرتها حينها انها منذ ايام طويلة. وهي تأتي الى البستان تنظر الى ابنتها من بعيد كيف اصبحت عروسة ومنتهى الجمال كالبدر المكتمل.ولا ينقصها ذاك العيب الخلقي من بهائها وحسنها شيئا.. ثم بعدها ترحل خائبة الرجاء.
أرادت فقط ان تطلب السماح من ابنتها قبل ان تأخذها المنية ولكنها خجلت من ابنتها و فعلتها المشينة بها. لذى لم تستطع مواجهتها. وفضلت ان تبقى بعيدة تذرف دموع الندم.
كانت صفية لاول مرة ترى امها الحقيقية تسمع بصمت وحزن لكلامها وما ال عليه حالها فبعد كل الترف الذي عاشته والدتها انفا. ذهب كل ذلك في مهب الريح..
اتمت مردفة ان بعد وفاة زوجها.اي والد صفية. قام اخوها الاكبر ببيع كل ممتلكاتهم وسافر دون اخبارهم بعد ان اخذ كل العائدات. اما اخوها الاصغر. فهو تزوج. وطرد امه من المنزل كي يبقى مع عروسه على سجيته. ومنذ ذلك الوقت ووالدة صفية لا مأوى لها. تدور من بيت لبيت. تتسول المبيت.
كانت والدة صفية تبكي دما وهي تروي ماحدث لها. تلح وترجوا من صفية ان تغفر لها ذنبها وتسامحها حتى تقر عينها.و ربما يهدأ قلبها ولو قليلا عن مدى معاناته فكل ماجرى لها بالنسبة لها هي لعنة ماقترفته اتجاه ابنتها و كفرها بعدم رضا بما رزقها الله من عطاياه مهما كانت.
لم تستطع صفية ان لا تسامح امها وخاصة وهي على ذاك الحال الذي تشفق عليه القلوب المتحجرة. رغم ان في قلبها لا تزال تحزها بعض مشاعر العتاب واللوم بما فعلوه بها عائلتها الحقيقية آنفا خاصة والدتها دون ذنب لها. ولكن اخفت كل شيء بخوالجها. فالله العادل ينصف كل مظلوم.. وبالاخير هي من ربحت بالنهاية. فلو بقيت مع عائلتها لكانت الان تنام في العراء.. فلله حكمته.
اخذت صفية والدتها وآوتها عندها واعتنت بها كأنها هي ابنتها وليس امها. ولكن ما إن تعودت عليها قليلا وصفا قلبها من ناحيتها. حتى اخذ الله بروحها. وحزنت كثيرا على فراقها. لأنها اول مرة تعرف معنى ان يكون لها أما.
دمتم بأمان الله
اذا عجبك القصة لاتنسي متابعة الصفحة قصص فير كاملة واعمل لايك وشير ليصلك كل جديد من القصص الكاملة ❤️ ❤️
ولاتنسي الصلاة والسلام على الحبيب المصطفى صل الله عليه وسلم