قصة تربوية

حكي لي حدوتة عن طفل خائف وكيف قرأ القرآن واطمئن
شردت في قصته
عندما عدت الي المنزل بحثت عن القرآن لم اجده
سألت امي
اندهشت ثم قالت ابحث في الادراج تلك
بحثت ثم وجدته…كان ممتلئا بالتراب
نظفته
حاولت ان اقرأ
لم اعرف
في اليوم التالي
اتاني مستر حسين وانا ملتصق بالحائط..
فقلت له لقد حاولت وفشلت
قال في سعادة نقرأ معا ما رأيك
وافقت وقرأ معي من مصحفه سورة الضحي اتذكرها جيدا
شرح لي كيف كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يتيما
وان الله ساعده
قلت يا بخته
ليتني يساعدني الله
قال الله يساعد كل المؤمنين
في اليوم الثالث تركت مكاني الي جوار الحائط
لاحضر حصة الدين….
مستر حسين لا يصرخ ولا ينفعل…
يا بخت اولاده
عندما كتبت في الكراسة خلفه من علي السبورة كتب لي بالقلم الاحمر “ثابر يا صغيري”

لم افهم
سألته
رسم لي خطا طويلا ثم مطب ثم خط ….
قال لي وانت ماشي في الشارع تصادفك المطبات كمل واثبت
قلت له ببراءة اركب السيارة ولا اسير بالشارع
قال لي الحياة كالشارع تقابلنا مطبات لازم نصبر
وندعو الله
كيف شعر هذا الاستاذ بمعاناتي؟ ؟ ؟ ؟ ؟
كل ما ادركه
هو انكم لا يمكن ان تتخيلوا احساس طفل مثلي منزله حجيما
وامه تنضرب يوميا وابوه يُشتم امامه يوميا….
ولا يجد احدا يحتويه….
كل القيم كانت مهدومة امامي
لولا …احسان هذا المدرس ….😣
قال لي ممكن نزعل في حياتنا لكن لازم نعمل اللي علينا…
لازم نحضر دروسنا
في مرة اخري اراني صورة ابنه الوحيد عليّ
قلت له تريد ان العب معه
قال لي بصوت متأثر لقد مات
😣😣
اندهشت
قال لي علي ومامته ماتا في حادثة سيارة….
ان شاء الله راحوا الجنة يارب
طبطبت انا عليه
تغيرت في اشياء
واشياء…
اثناء ضرب ابي لامي انزلقت امي
واصيبت بكسور
ورقدت في السرير
كف عن ضربها اخيرا فترة رقودها بالسرير فقط 😣
اكبر وكل الفسحة اقضيها مع الاستاذ الرائع
حدثته عن حياتي البائسة
كان يقول كلماته الحبيبة ثابر يا صغيري
كم كانت مؤثرة
رغم الثراء
لكن ابي وامي كانا لا يفهمان شيئا عن تربية الاطفال
يظنان الامر مالا واكلا
لما كبرت في المرحلة الاعدادية طلبت منهما الطلاق
واقنعت ابي انه الافضل
لكن ابي كان يحب ضرب امي 😣😣
وهي كانت تحب ماله وفلوسه
مستر حسين ترك المدرسة وافتتح مركز تحفيظ القرآن
واصبحت نزيلا دائما عنده
وطلب مني تعليم الاطفال
لا يتخيل احد كم حماني هذا من الانحراف
اخيرا انفصل والداي وانا في اولي ثانوي
لكن لماذا فعلا ما فعلاه لا ادري كلاهما لم يتزوج وانما انشغل بمتابعة الآخر والكيد له. ..
😣حياتهما مأساة
تزوج مستر حسين من المعلمة سماح التي معه بالمركز
وكنت اول المدعوين…
طلبت من طنط سماح ان تقترب من امي
قلت لامي ان الاوان تقربي من ربنا وتنسي بابا وحياتك الوحشة
ربنا هيساعدك بس حاولي
لكن امي رفضت وبشدة
حياتها الان التدخين بشراهة ومتابعة والدي وانتقاصه
جمالها ذاب
وما بقي الا اثار الضرب
سألتها كثيرا ليه مطلبتيش الطلاق من زمان
كانت تقول عشانك وعمري ما اقتنعت
اكتب الان ..عن
يوم وفاتها
عدت من عند مستر حسين بالمركز
لاجد التلفاز مفتوحا
ظننتها تشاهده
دخلت لاجد سيجارتها ملقاة علي الارض
وجسدها ساكن
اندهشت
حاولت ان احدثها
ساكنة تماما شاخصة البصر😣😣😣
اهذا هو الموت؟ ؟ ؟وفجأة؟ ؟ ؟؟ ؟
اتصلت بمستر حسين
وأبي
امي ماتت
حرقة في قلبي
عجيبة
😣😣😣😣
رغم انها لم تكن اما
وجدتني اقول لابي والنساء يغسلن امي بالحجرة 😣هل اكتفيت ضربا الان؟ ؟ ؟
في صلاة الجنازة دعوت الله ببكاء رهيب امي لم تصلِ لك…ولكن صلها برحمتك وهي بين يديك يا ارحم الراحمين
😑
دعمني مستر حسين نفسيا ….
الان
اتحدث لاقول
الطلاق مش عيب لو احنا مش عارفين نصلح
بس مش دي الرسالة المهمة اللي عاوز اقولها
اللي عاوز اقوله اهم من كده بكتير
بابا بعد ماما انهار تماما
وانكسر واصابته امراض
الدنيا
لكن برضه لم يصل ولم يغيرمن نفسه
الرسالة التي اريد قولها
هي
ربنا قال في القرآن (وجعلنا بعضكم لبعض فتنة اتصبرون وكان ربك بصيرا)
الناس فتنة يا جماعة
بابا كان فتنة لماما وماما الله يرحمها كانت فتنة ليه
مينفعش اسقط في الامتحان الرباني في الحياة بأني اتحول لشخص سئ مع الفتن…..
شخص مفتري او شخص متطاول
ثابروا
الدنيا مرحلة
وراها اخرة متخسروش نفسكم
وكونوا في حياة المجروحين نقطة نور…..
حد ساعدهم او ابتسم لهم

ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا
الاقتراب من الله هو الحل امام حياتك البائسة….