قصة يحكي أن كان هناك تاجراً دمشقياً دائماً يتحدي زملائه
عندما وصل التاجر الدمشقي الي مشارف بغداد، وجد الناس يبحثون مثل المجانين عن القلادة فسألهم ما الامر فحكوا له قصتهم وقصة ابنة الملك، وقال كبيرة : واسفاه لقد نسينا أن ناخذ زاداً ولا نستطيع العودة خوفا أن يسبقونا بقية العالم، فقال لهم التاجر علي الفور : انا ابيعكم تمراً، فاشتروا منه كل التمر الذي معه بأغلي الاسعار، وقال التاجر في فخر : ها انا ذا قد فزت بالتحدي وربحت من جديد .
سمع الملك بخبر التاجر الدمشقي الذي يبيع التمر في العراق ويربح منه فتعجب بشدة من هذا وطلب مقابلته علي الفور، وقال له اخبرني عن قصتك، فقال التاجر : يا مولاي أدام الله عزك إنني من يوم مارست التجارة لم اخسر مرة واحدة، سأله الملك عن السبب .
فقال : كنت ولداً فقيراً يتيم الاب وكانت امي معاقة وكنت اعتني بها منذ صغري، فكنت اعمل واكسب لقمة العيش لأطعمها واعتني بها منذ الخامسة من عمري، وعندما بلغت العشرون كانت امي مشرفة علي الموت فرفعت يدها الي الله داعية ان يوفقني الله وألا يرني خسارة ابداً في ديني وديناي، وأن يزوجني من بيت أكرم اهل العصر وأن يحول التراب في يدي ذهباً .
تعجب الملك كثيراً من قصته وطلب منه بعض التمر ليأكله ويكافئه عليه فإذا بالتاجر يجد قلادة ذهبية في وسط تمره، هي القلادة الخاصة ببنت الملك، وهكذا من دعاء أمه كان هذا التاجر الدمشقي أول من صدر التمر إلى العراق في التاريخ وبنجاح وأصبح صهر الملك.
هكذا تكون حياة من كرم أمه حتى أخر يوم من عمرها حتى ولو كانت عبئا ثقيلا على الابن