هل الأرض كروية أم مسطحة ؟ ماذا لو كانت الأرض مسطحة؟!
نعم يعتقد أهل العلم في كروية الأرض فقد حكى إبن حزم وإبن تيمية وآخرون إجماع أهل العلم على أن الأرض كروية ، يعني : أنها منضم بعضها إلى بعض (مدرمحة كالكرة) ، لكن الله بسط أعلاها لنا وجعل فيها الجبال الرواسي وجعل فيها الحيوان والبحار رحمة بنا ولهذا قال: وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ [الغاشية:20] فهي مسطوحة الظاهر لنا ليعيش عليها الناس ويطمئن عليها الناس ، فكونها كروية لا يمنع تسطيح ظاهرها لأن الشيء الكبير العظيم إذا سطح صار له ظهر واسع.
هل هناك تعارض بين الآيات الدالة على كروية الأرض والآيات التي تدل على أن الأرض مسطّحة؟
أولا : أجمع أهل العلم على كروية الأرض ، ودل على ذلك كتاب الله تعالى ، كما في قوله عز وجل : ( يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ) الزمر/5 .
ولكنها في أعين الناظرين مسطحة ؛ لأنها كبيرة الحجم ، وظهور كرويتها لا يكون في المسافات القريبة ، فهي بحسب النظر مسطحة ، لكنها في جملتها كروية .
وقال إبن عثيمين رحمه الله :
” لو قال قائل: إن الله عز وجل أخبر أن الأرض قد سطحت ، ( وإلى الأرض كيف سطحت) الغاشية/ 20 ، ونحن نشاهد أن الأرض مكورة ، فكيف يكون خبره خلاف الواقع ؟
فجوابه : أن الآية لا تخالف الواقع ، ولكن فهمه خاطئ إما لقصوره أو تقصيره ، فالأرض مكورة مسطحة ، وذلك لأنها مستديرة ، ولكن لكبر حجمها لا تظهر إستدارتها ، وحينئذ يكون الخطأ في فهمه، حيث ظن أن كونها قد سطحت مخالف لكونها كروية ”
ويستشهد اصحاب نظرية أن الأرض مسطحة بالآية 20 من سورة الغاشية: “وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ”، فيقولون: هاهو القرآن يقول إن الأرض مسطحة..
الإستدلال الخاطئ بالآيات من خلال إنتزاع النص من سياقه والإستشهاد به ، ما هو سياق هذه الآية إذا ؟ يقول الله تعالى: ( أَفَلا يَنظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ، وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَت ، وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ ، وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ )
تخيل أنك تتأمل في خلق الله ، فتنظر إلى الإبل ثم ترفع رأسك إلى السماء ثم تنظر إلى الجبال ، ثم تنظر إلى الأرض أمامك ، هل ترى كوكبا كرويا أم ترى أرضا مستوية؟
فالآية تتحدث عن الإعجاز فيما ينظرون إليه ، هل نظرت في حياتك إلى الأرض فرأيتها كروية؟ ربما رأيتها كذلك لو كنت رائد فضاء!
إن كل ما نراه من كروية الأرض هي صور أخذت من خارج الأرض.. لكن القرآن هنا يدعونا للتأمل بالمنظر الذي نراه أمام أعيننا ، ونحن بالفعل نرى أرضا منبسطة على مد البصر.
أما حين يتحدث القرآن في سياقات أخرى فإننا نلاحظ أن الصورة المرسومة للأرض كروية كما هو الحال مع الأجرام السماوية، فالقرآن يقول في سورة الزمر:
*خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ
لتكملة القصة اضغط على متابعة القراءة 👇