عاجل : الاقمار الصناعية تكشف عن شيء “غير متوقع” تحت الأرض وراء زلزال المغرب
رصد العلماء في تقاريرهم المناطق، التي تضررت جراء هذه الكارثة من قبل الأقمار الصناعية، والتي تمر فوق ارتفاع يصل إلى نحو 692 كم فوق سطح الأرض، حيث من المتوقع أن تساعد هذه البيانات في كشف الآليات التي تسببت في الزلزال، بما في ذلك تحديد الصدع الذي حدث بالضبط.
وأظهرت البيانات حول زلزال المغرب نوعين من الحركة، حيث يتحرك الجانب الأرضي أفقيا بالنسبة للجانب الآخر، ويُعرف هذا التحرك بـ”الانزلاق الجانبي”، كما تحدث حركة صعودية بالنسبة للجانب الآخر، ويُعرف هذا بـ”الصدع المعكوس”.
خلال تحليلهما للحركة المرصودة بالنماذج، اكتشفت الخبيرتان في الجيولوجيا من جامعة كورنيل الأمريكية، جوديث هبارد وكايل برادلي، إشارات تشير إلى أن الصدع المسؤول قد يكون صدعا قديما مائلا نحو الشمال، ويُعرف باسم “صدع تيزي نتاست”، بحسب قولهما.
وفيما يتعلق بتاريخ الصدع، أفادت الدكتورة هبارد، بأنه “يعود لملايين السنين وكان نشطًا في فترات مختلفة في الماضي السحيق”. وأشارت إلى أن “الأراضي على طول الصدع تحركت عندما تشكلت القارة العملاقة “بانجيا” قبل نحو 300 مليون عام، وتحركت مرة أخرى عند انفصالها لاحقا”، وأضافت أن “الصدع كان نشطًا في بعض الأحيان أثناء تشكل جبال الأطلس الكبير في المغرب، ولكنه لم يكن نشطا في التاريخ الحديث”.
ن ناحية أخرى، صرحت ويندي بوهون، خبيرة في الجيولوجيا والزلازل، بأن “الصدوع القديمة تشكل نقاط ضعف في الأرض، وبالتالي، في ظروف مناسبة، يمكن أن يحدث تمزق مرة أخرى في الصدع، وهذه الظاهرة تُعرف بإعادة التنشيط، ويبدو أن هذا ما حدث، مساء الجمعة في المغرب”.
وتظهر بيانات رادار الفتحة التركيبية التداخلي للمغرب، نطاقات ملونة تمتد عبر السطح بأكمله، وكلما اقتربت نطاقات الألوان من بعضها، زادت حدة حركة الأرض، وفي كثير من الأحيان، تتجمع الألوان معا، مكونة تأثيرا مميزا يمتد عبر المنطقة التي يحدث فيها الزلزال، وقد يصل حتى سطح الأرض.
وأشارت الدكتورة بوهون، إلى أن هذا العنصر كان غائبا بشكل واضح في الرسوم البيانية المتعلقة بالمغرب، ما يعني أن زلزال المغرب الذي وقع على عمق نحو 11 ميلا (17.7 كم) لم يتسبب في تشكيل صدع يصل حتى سطح الأرض، بحسب قولها.
يشار إلى أنه تم نقل تلك البيانات عبر القمر الصناعي “Sentinel-1a”، وهو جزء من مجموعة من الأقمار الصناعية التي أطلقتها وكالة الفضاء الأوروبية، وتدور حول الأرض، كل 12 يوما، لرسم خرائط لسطح الأرض.
وتعرف هذه التقنية تعرف باسم “رادار الفتحة التركيبية التداخلي” (InSAR)، وتسمح للعلماء بمقارنة البيانات التي تم جمعها قبل وبعد وقوع الزلزال، وذلك لتقييم الحركة الثلاثية الأبعاد للأرض حول الصدع بدقة تصل إلى ملليمتر واحد تقريبا.