صداع الشقيقة
تحدث الشقيقةُ عندَ الذين يكون جهازهم العصبي أكثر حساسية من الأشخاص الآخرين؛وبالنسبة إلى هؤلاء الأشخاص، يَجرِي تنبيه الخلايا العصبية في الدماغ بسهولة، مما يُنتج نشاطًا كهربائيًا،ومع انتشار النشاط الكهربائي في الدماغ، تضطرب وظائفُ مختلفة بشكلٍ مؤقت مثل الرؤية والإحساس والتوازن وتناسُق العضلات والكلام.هذه الاضطرابات تُسبّب الأَعرَاض التي تحدث قبل الصُّدَاع (تسمى الأَورَة aura).يحدث الصُّدَاعُ عند تنبيه العصب القحفيّ الخامس (الثُّلاَثِيُّ التَّوائِم trigeminal)،يرسل هذا العصب نبضات (بما في ذلك نبضات الألم) من العينين وفروة الرأس والجبين والجفنين العلويين والفم والفك إلى الدماغ.عندَ تنبيهه، قد يطلق العصبُ موادّ تسبّب التهابًا مؤلمًا في الأوعية الدموية في الدماغ (الأوعية الدموية الدماغية) وطبقات النُّسُج التي تغطي الدماغ (السحايا).يُسبّب الالتهابُ الصُّدَاع النابض والغثيان والتقيؤ والحساسية للضوء والصوت.
يبدو أنَّ هرمون الإِسترُوجين، وهو الهرمونُ الرئيسي عند الإناث، يؤدي إلى تحريض الشقيقة، وربما يفسّر السبب في أن نوبات الشقيقة تكون اكثرَ شيوعًا عندَ النساء.من المحتمل أن يجري تحريضُ نوبات الشقيقة عندما تزداد مستوياتُ هرمون الإِسترُوجين أو تتقلّب.في أثناء سن البلوغ (عندما تزداد مستويات الإِسترُوجين)، تُصبح الشقيقة أكثرَ شُيُوعًا عندَ البنات بالمقارنة مع الأولاد.تحدث نوباتُ الشقيقة عندَ بعض النساء قبل الطمث مباشرةً أو في أثناء الطمث أو بعده مباشرةً.غالبًا ما تحدث نوبات الشقيقة بشكلٍ أقل وتُصبِح أقل شدةً في الثلث الأخير من الحمل عندما تستقر مستويات هرمون الإستروجين بشكلٍ نسبيّ، وهي تتفاقم بعد الولادة عندما تزداد مستويات هرمون الإستروجين بشكلٍ سريع.مع اقتراب سن اليأس (عندما تتقلّب مستويات هرمون الإِسترُوجين)، يُصبِح من الصعب ضبط نوبات الشقيقة.
قَد تُؤدِّي وسائلُ منع الحمل الفموية (التي تحتوي على الإِسترُوجين) والعلاج بهرمون الإِسترُوجين إلى تفاقم نوبات الشقيقة؛ ويمكن أن تزيدَ من خطر السكتة عندَ النساء اللواتي يُعانينَ من الشقيقة مع الأَورَة.
تنطوي المحرِّضاتُ الأخرى على:
نقص النوم، بما في ذلك الأرَق
التغيّرات في الطقس، خُصوصًا الضغط الجوّيّ
النبيذ الأحمر
أطعمة معيّنة
الجوع (كما هيَ الحالُ عندَ إغفال الوجبات)
التنبيه المفرط للحواس (على سبيل المثال، عن طريق الأضواء الساطعة أو الروائح القوية)
الشدَّة
لقد ارتبط العديدُ من الأطعمة بنوبات الشقيقة، ولكن من غير الواضح ما إذا كانت تُحرِّض نوبات الشقيقة.وهي تشتمل على
الأطعمة التي تحتوي على التيرامين، مثل الأجبان القديمة ومنتجات الصويا وبقوليات الفول والسجق الصلب والأسماك المدخّنة أو المجففة وبعض المكسّرات
الأطعمة التي تحتوي على النترات، مثل النقانق واللحوم
الأطعمة التي تحتوي على غلوتامات أحاديَّة الصوديوم (monosodium glutamate)، وهو مُحسِّن للنكهة موجود في الأطعمة السريعة والمرق والتوابل والبهارات
تناول المزيد من البروتين وكمية أقلّ من السّكر والكافيين (بما في ذلك في الشوكولاته).
وتختلف مدَّة استعماله من شخصٍ لآخر.
تؤدي إصاباتُ الرأس أو ألم العنق أو وجود مشكلة في مفصل الفك (اضطراب المَفصِل الصدغي الفكي) إلى تحريض نوبات الشقيقة أو تفاقمها أحيانًا.
الشَّقيقة العائليَّة المترافقة مع فالج، وهي نوع فرعيّ نادر من الشقيقة، تُسبب الضعف على جانب واحد من الجسم.وهي تترافق مع عيوب جينية في الصبغي 1، أو 2، أو 19.وتجري دراسة الدور الذي تمارسه الجينات في الأشكال الأكثر شيوعًا للشقيقة.
ما إذا كان أفرادُ الأسرة يُعانون من أعراضٍ مماثلةويُعاني بعضهم من الصُّدَاع بشكلٍ رئيسي.وقد يعاني البعضُ الآخر من الدوار بشكلٍ رئيسي أو من ضعف في أحد جانبي الجسم.قد يعاني بعضُ المرضى من أورةِ الشقيقة من دون صداع.تشير هذه النتائجُ إلى أنّ الشقيقة قد تكون أكثرَ من مجرّد اضطراب صداع.
الشقيقة مع أورة جذع الدماغ هي نوع فرعي نادر آخر من الشقيقة.ويُمكن أن تسبب دوارًا، وصعوبة في ضبط وتنسيق حركات الجسم (رنح)، وتغيُّرات في الرؤية، وطنينًا، والكلام المتراخي، وتقلبات في مستوى اليقظة.
أعراض صداع الشقيقة
يشعر مرضى الشقيقة عادةً بألم نابضٍ في جانب واحد من الرأس، ولكن يُمكن ان يحدثَ هذا الألم في جانبي الرأس معًا؛وقد يكون الألم متوسطًا، ولكنه غالبًا ما يكون شديدًا ويُسبب العجزَ.قد يؤدي النشاط البدني والضوء الساطع والضجيج العالي وبعض الروائح إلى تفاقُم الشقيقة،وتجعل هذه الحساسية الزائدة العديدَ من الأشخاص يَنْزوون في غرفةٍ مظلمةٍ وهادئة، ويستلقون وينامون إن أمكنهم؛وتهدأ نوباتُ الشقيقة في أثناء النوم عادةً.
غالبًا ما يترافق الصداعُ مع غثيان، وأحيانًا مع تقيُّؤ، وحساسية للضوء، أو الأصوات أو الروائح.وقد يعاني من صعوبة في التركيز والتذكر.
تختلف النوباتُ بشكلٍ كبير من ناحية تكرراها وشدتها.يُعاني العديدُ من الأشخاص من عدّة أنواع من الصداع، بما في ذلك النوبات الخفيفة التي تحدُث من دون غثيان أو حساسية للضوء؛وقد تشبه هذه النوباتُ صداعَ التوتّر، ولكنها تكون شكلًا خفيفًا للشقيقة.
قد تستمرّ نوباتُ الشقيقة من ساعات إلى بضعة أيام (4 ساعات إلى عدة أيام عادةً).يمكن أن تسبّب النوباتُ الشديدة عجزًا، وتخلّ بالحياة العائليّة والعمل.
تحدُث البَادِرَة prodrome قبل نوبات الشقيقة غالبًا؛والبَادِرَة هي الأحاسيس التي تحذر الأشخاص من أن نوبةً على وشك أن تبدأ،وقد تنطوي هذه الأحاسيسُ على تغيّرات المزاج ونَقص الشَّهية والغثيان.
تسبق الأَورَة نوبات الشقيقة عندَ نَحو 25% من الأشخاص؛وهي تنطوي على اضطراباتٍ مؤقّتة وقابلة للشفاء في الرؤية أو الإحساس أو التوازن أو التناسُق العضلي أو الكلام.قد يرى المرضى أضواءً مُسنَّنة برَّاقة أو وامِضة أو تظهر لديهم نقطة عمياء بحواف مُومِضة flickering edges.في حالات أقلّ شيوعًا، يشعر الأشخاص بالوخز أو يعانون من فقدان التوازن أو ضعف في ذراعٍ أو ساقٍ أو صعوبة في التحدّث.تستمرّ الأَورَة مدة تتراوح بين دقائق إلى ساعة قبل أن يبدأ الصُّدَاع، ويمكن أن تستمرّ بعده،تحدث الأَورَة عندَ بعض الأشخاص، ولكنهم يُعانون فقط من صداع خفيف أو لا يحدث صداع لديهم؛
تُصبِح نوبات الشقيقة أقلّ شدَّة مع التقدم في العمر عادةً.ولكنَّ الأورة التي تؤثِّر في الرؤية من دون صداع (تُسمى أحيانًا الشقيقة العينية) تحدث بشكلٍ أكثر تكرارًا عند كبار السن.
الوقاية أضغط على رقم 3 التالي