قصة التفاحات الثلاث
فقال له الخليفة هارون الرشيد: “هلا رجعت بنا لنهر دجلة، وألقيت بشبكتك على حظي، وأي شيء خرج بها ولو كان سمكة واحدة اشتريتها منك بمائة دينار؟!”
لقد سر الصياد المسكين كثيرا بسماعه ذلك الكلام من الخليفة شخصيا، لقد كان العرض مغريا للغاية، وكان الصياد في أمس الحاجة للأموال من أجل عياله.
عاد الصياد لشاطئ دجلة وألقى بشبكته، وإذا بها يجذبها فيجدها ثقيلة للغاية، لم يستطع الصياد جذبها بمفرده، لذلك ساعده الوزير جعفر والسياف مسرور في جذبها، وعندما تمكنوا من إخراجها وجدوا ما أدهشهم جميعا، لقد خرجت الشبكة وبها صندوق ضخم للغاية محكم الغلق!
أعطى الخليفة “هارون الرشيد” المائة دينا للصياد كما وعده، وأمر وزيره وسيافه بحمل الصندوق المغلق للقصر، وأول ما وصلوا القصر أمر الخليفة “هارون الرشيد” وزيره جعفر وسيافه مسرور بفتح الصندوق، وعندما قاموا بفتحه وجدوا بداخله ما أبكاهم جميعا وجعل الدموع تسيل من أعينهم.
لقد وجدوا بداخله صبية جمالها كجمال البدر في ليلة تمامه، وجدوها مقتولة وموضوعة بداخل الصندوق وقد أغلق عليها، لقد بكاها “هارون الرشيد” بحرقة، وأقسم ليأخذن بحقها ويقتص ممن قام بقتلها وفعل بها ما فعل.
صرخ في وزيره جعفر قائلا: “لابد أن أقتص لهذه الصبية وأقتل من قتلها لقتلها، اذهب وأحضر لي من قتلها حتى أقتله وإن لم تأتني بالقاتل قتلتك مكانه”.
فرد عليه وزيره جعفر: “سمعا وطاعة يا أمير المؤمنين لك كل ما تريد، ولكن أطلب منك أن تمهلني في أمري ثلاثة أيام حتى أتمكن من البحث عن القاتل وأتمكن من إحضاره إليك يا مولاي”.
قال “هارون الرشيد”: “أمهلك ثلاثة أيام كما طلبت”.
وعلى الفور هم الوزير “جعفر” بمغادرة القصر، وقد كان حاله حزينا مهموما لا يدري ما الذي من الممكن أن يفعله بهذه المصيبة التي حلت على رأسه، يفكر في مخرج منها، لقد صار يتحدث إلى نفسه: “ومن أين لي أن أحضر له قاتل الصبية؟!، وكيف لي أن أعلمه وأعلم مكانه؟!
وإن أحضرت له شخصا خاطئا مكانه أمر بقتله وصار دمه معلق برقبتي ليوم الدين، فماذا أفعل يا ربي؟!”
عاد لمنزله محزون القلب ومشوش الأفكار، ولكنه مستسلم لأمر ربه سبحانه وتعالى، انقضت الثلاثة أيام المدة التي طلبها من الخليفة، مكثها بالمنزل حيث أنه لا يدري كيف يحضر قاتل الصبية وهو لا يعلم عنه أي معلومة على الإطلاق.
وبعد انقضاء الثلاثة أيام وباليوم الرابع أرسل الخليفة “هارون الرشيد” في طلبه..
هارون الرشيد: “أين قاتل الصبية الذي أحضرته يا جعفر؟!”
فرد عليه جعفر مترددا في القول: “يا أمير المؤمنين وهل كنت أعلم الغيب حتى أعلم قاتل الصبية؟!”
وما إن سمع منه هذا الرد حتى اشتعل غيظا، وعلى الفور أمر بصلبه على بوابة قصره..
لتكملة القصة اضغط على متابعة القراءة 👇