close

ومن يتقٍّ الله يجعل له مخرجاً

أخذت في المشي إلى أن وجدت نفسي في أطراف بغداد، فوجدت بيتاً متهالكاً فقلت: أستريح، ووضعت يدي على الباب فإذا الباب مفتوح،

وإذ بشيخ مسن مضطجع على سرير ، فنادى عليَّ وقال لي: ٱسمع يا بُنَيَّ: ووالله ما ساقك إليَّ إلّا الله ، وأنا الساعة أموت ، وأشتهي عنباً،

فقلت له: أبشر، ووالله لتأكلنَّ اليوم عنبا …

فٱنطلقت إلى السوق وذهبت إلى بائع يبيع العنب وسألته: بكم هذا العنب؟ فقال:

بدرهم، فقلت له: خذ ثوبي هذا رهناً عندك إلى أن آتيك بالمال ،

وأخذت العنب وأنا أجري به حتى ألحق الرجل قبل موته،

وقدَّمتُ إليه العنب، مع أنِّي في حاجةٍ إليه أكثر منه ،

وبعد أن أكل العنب قال لي: ٱسمع يا بُنَيَّ: هذا الركن في هذه الغرفة ٱحفر تحته وستجد شيئاً،

أخذت في الحفر إلى أن وجدت جرة مليئة بالمال والذهب ، وقدَّمتها له ، فسكبها في ملابسي ثم قال لي : هي لك ،

لكن لهذا المال قصة يا بُنَي ، كنت أنا وأخي تاجرين كبيرين نذهب للهند والسند ،

ونتاجر في الحرير والصوف، وكنا نخاف من اللصوص وقُطَّاع الطرق،

وفي يوم من الأيام نزلنا منزلاً فقلت لأخي : هذا المنزل يرتاده قطاع الطرق،

وأنا أخشى على مالي ومالك، أعطني مالك كي أخفيه مع مالي في مكان آمن، ثم أرجع إليك، فإن أصبحنا وسلمنا أخذنا مالنا ومشينا.

يقول: وما كِدت أدخل في النوم مع أخي إلّا وجاء اللصوص وقتلوٱ من قتلوٱ، ونهبوٱ ما نهبوٱ،

وما أفقت إلّا من حر الشمس في اليوم التالي ،

وأخذت أبحث عن أخي فلم أجده لا بين الأحياء ولا بين الأموات،

فدخلت بغداد وبنيتُ هذا البيت، وأخفيت هذا المال الذي هو مال أخي منذ عشرين عاما،

فإن متُّ فهو حلال لك، ثم نطق الرجل بالشهادتين ومات.

يقول: فأخفيت المال وخرجت على من يعينني على دفن هذا الشيخ، وبعد دفنه عدتُ لآخذ جرة المال، فبعد أن كنت فقيراً مُعدَماً أصبحت من أثرياء بغداد.

يقول: أخذت المال وذهبت إلى بائع الخضار وأعطيته ثمن العنب وأعطاني ثيابي ،

ثم أردت أن أركب مركباً لأنتقل إلى الناحية الثانية من نهر دجلة ،

فوجدت مراكب كثيرة، لكنني وجدت مركباً صاحبه يبدو عليه الفقر والعوز ،

فركبت معه وقد أحزنني حاله، وقد هممت أن أعطيه من هذا المال الذي معي ،

فبكى، ثم قال: والله ما كنت فقيراً في يومٍ من الأيام، فقد كنت تاجراً أذهب إلى الهند والسند ،

وأتاجر في الحرير والصوف، وكان لي أخ لا بارك الله فيه قد ٱتفق مع اللصوص كي يقتلونني ويأخذوٱ مالي ، لكن الله نجَّاني ، إلى أن آل بي المآل إلى بغداد …

يقول فٱسودَّت الدنيا في عيني مرة ثانية،

لقد أصبحت الجرَّة من نصيب صاحبها،

ولا بُدَّ للمالِ أن يعود إلى صاحبه ،

تدخَّل الشيطان وقال لي:

أعطه بعضه أو نصفه، إلى أن توقفت وقلت:

لتكملة القصة اضغط على متابعة القراءة 👇

الصفحة السابقة 1 2 3الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *